“إذا لم يكن الجميع مميزين، فإنك يمكن أن تكون ما تريد أن تكون” هي العبارة الأولى في أغنية البداية باسم “99” لفرقة موسيقيى باسم موب كوير. تم تشكيلها بهدف إنشاء شارات البداية والنهاية في أنمي “موب بسيكو 100” بواسطة استوديو بونز. تلخص هذه العبارة الأولى بشكل مثالي واحدة من الثيمات الرئيسية للسلسلة: أنه بغض النظر عن مدى بساطتنا أو موهبتنا، يمكننا التغيير لنصبح ما نريد أن نكون. هذه هو المبدأ الذي تم إسناد قصة العمل عليه، وأنه بغض النظر عن صعوبات الحياة، يمكننا أن نصنع حياة نريدها (إلى حد ما). قبول أنفسنا وتحسين الجوانب التي نحتاج ونريد تحسينها. قبول أن عيوبنا يمكن أن تساعدنا على أن نكون أفضل، إذا كان لدينا الحكمة والشجاعة والقوة لتغييرها. أن عيوبنا لا تحددنا.

تعريف الشخصيات:

شيغيو كاغياما، الاسم الحقيقي لموب، هو السايكي الأقوى في العالم، ومع ذلك، يعاني من العديد من النواقص في حياته. لا يستطيع الركض لمسافات طويلة، ولا يستطيع التحدث مع الفتيات، وليس جيدا جدا في المدرسة، وفي الكثير من الأمور الأخرى. عندما كان عمره 8 سنوات، التقى “بمعلمه”، ريجين، الذي يعتبر نفسه أفضل طارد أرواح في جيله، يخبر موب أن قواه لا تحدد شخصيته ويجب عليه التركيز على التحسين في المجالات التي يعاني فيها. يرى قوى موب ويقرر توظيفه لتحسين أعماله (نعم، يقرر استخدام الصبي).

ريجين، من ناحية أخرى، يمتلك كاريزما هائلة. يمكنه بيع أي شيء يريده وإقناعك بأن وجهة نظرك خاطئة. قد تعتقد أنه يفرض رسومًا مرتفعة على الناس، لكنه لا يفعل ذلك. لديه سعر منخفض نسبيًا مقارنة بمنافسيه، يرفض الوظائف التي يشعر فيها بأنه قد يكون يخدع الناس كثيرًا، وتركيزه الرئيسي هو مساعدة عملائه. بشكل عام، فهو شخص جيد، ومع ذلك، لا يستطيع رؤية الجيد في نفسه، مثلما يراه موب.

سلسلة موب اكتسبت حب الملايين، ففي صيف 2016 وبينما كانت أعمال الأنمي اليابانية تنهمر كالمطر على العالم في الوقت التي أصبحت فيه ثقافة الرسوم المتحركة الأنمي أشهر من أي وقتٍ مضى ومن بين الكثير من الأعمال التجارية والرخيصة سطع نجم أنمي موب سايكو 100 (Mob Psycho 100) والذي كان مقتبسا من قصة مصورة يابانية “مانجا” بنفس الاسم، لمتابعي الأنمي كان منتظراً، رغم أنه ليس أشهر عمل في سنته لأنها السنة التي كانت بداية لأعمال شهيرة مثل أكاديمية بطلي My hero Academia و ري زيرو ReZero: إلا أنه وبسهولة يعتبر أفضل عمل في سنته ، كان منتظرا لأنه من نفس مؤلف رجل اللكمة الواحدة (ONE) الذي عرض الموسم الأول منه فقط قبل 6 أشهر في خريف 2015 وكان هو الآخر مذهلا جدا. في عصر يهيمن فيه المحتوى الخارق للأبطال على المشهد الترفيهي، كان موب سايكو وإن كان في ظاهره عمل طاقة وقوة خارقة للطلبيعة إلا أنه في جوهره عمل يجعلك شخصاً أفضل فلسفته الحياتية لا مثيل لها، واقعي جدا في المشاعر والتفاصيل ولا أصدق أنه كل هذه المشاعر والقيم في الطرح أتت من عمل رسوم متحركة

عالم القصة

تدور أحداثه في عالم يحتوي على الأمور الخارقة وحول حياة فتى مدرسي يُعرف عادة باسم “موب” والذي يمتلك قدرة خارقة على تحريك الأشياء والتلاعب بالجاذبية جعلته يسمى مدرك فوق حسي ويعمل لمعلمه ومرشده ريجين آراتاكا، وهو في الحقيقة نصّاب يدّعي أنه روحاني، يدير عملاً يتعلق بأعمال غريبة تتعلق بالخوارق وطرد السحر والأرواح الشريرة. الجدير بالذكر أن علاقة موب ومعلمه ريغين هي أكثر شيء فريد ومميز في العمل

غمرني الحزن وأنا أودّع هذا العمل الفني الرائع لأنه انتهى بالموسم الثالث والأخير في نهاية العام 2022. تم إنتاجه من قبل استوديو (BONES)، كانت تجربة رائعة أخرى. من النادر أن نحصل على جودة متميزة بمستوى متسق طيلة جميع المواسم\

الموسم الأخير

يستمر الموسم الثالث من حيث توقف الموسم السابق، حيث يتعامل بطلنا موب مع مزيد من النمو والآفاق المستقبلية بينما تم التعامل مع الخصوم الجائعين للسلطة جميعهم في الموسم الفائت. كانت المفاجأة الكبرى والعبقرية في هذا الموسم الأخير هو أنه بدلاً من إدخال شخصية شريرة جديدة أو منظمة سرية لتكرار الدورة في نهاية كل من الموسم الأول والثاني، تركز القصة هنا على إعطاء جميع الشخصيات حقها وعرض الأثر الذي تركه موب عليهم بينما بطلنا موب هو الذي يتحول إلى الشرير، كانت قصة الأنمي تخبرنا منذ البداية على لسان ريتسو الأخُ الأصغر لموب عن تخوفه من أن يفقد موب صوابه مثل الحادثة التي تعرض فيها موب وهو صغير لإصابه وفقد صوابه والتحكم بقوته، ظل الأنمي يخبرنا أنا هذا الحدث مهم وله دور في القصة حتى رأينا ذلك أخيرا مع إصابة موب بحادث مروري إثر إنقاذه لطفل صغير وهو ذاهب حاملا معه باقة من الورود متحمساً وخائفاً وخجلاً من لقائه لصديقة طفولته تسوبومي، والتي قرر أن يعترف بحبه لها

يحافظ الموسم النهائي على توازنٍ سليم بين الأحداث اليومية والتهديدات الهائلة، مما يُظهر نمو الشخصيات في جميع الجوانب. بينما أحب كتابة مسلسل أنمي رجل الللكمة الواحدة (ONE) من حيث استبدال القوالب التقليدية واللمسات الكوميدية، فإن توصيف الشخصيات والنزاهة في موب جعله يتفوق على رجل اللكمة الواحدة، حسناً كل متابعي الأنمي لا يتوقفون عن المقارنة بين هذين الاثنين فهما ليسا فقط من نفس المؤلف بل أيضا في جوهرهما هناك تشابه كبير، الكوميديا وطبيعة الشخصيات وفكرة أن يتمتع البطل بقوة خارقة. تصل الشخصيات الرئيسية إلى نهاية مساراتها بشكل رائع، مما يشد وتعصف بأوتار قلب المشاهد بطريقة مثيرة ومثيرة للأعصاب مع تطور القصة والمواضيع التي تم إعدادها منذ الموسم الأول. القصة نفسها تدور حول عدم القدرة على معالجة العواطف أو كتمها حتى تنفجر، وتجربة الألم، والتواصل مع الآخرين، والنمو الشخصي، وقبول الذات بشكل متكامل

تجربتي الشخصية

شيغيو كاغياما أو موب أصبح واحدًا من أبطال الأنمي المفضلين لدي، وريجين آراتاكا قد يكون واحدًا من أفضل الشخصيات الأنمي على الإطلاق. إنه شهادة على الكتابة والعناية بالقصة عندما يصبح المرء ملتصقًا بشدة بشخصيات خيالية مثل هؤلاء ويستمتع بتجاربهم وتطورهم ويتعلم منهم. ثنائي هؤلاء الاثنان ببساطة رائع. دون الدخول في حرق للأحداث، دعنا نقول أن دموع الرجل سُفكت (مرة أخرى). حتى الشخصيات الثانوية والثالثية تحظى بلحظاتها في الصدارة، أحيانًا بطريقة رائعة للغاية. أتمنى لو كانت هناك المزيد من المشاهد مع أصدقاء نادي تحسين الجسماني.

لمواصلة الإشادة، كانت الرسوم المتحركة (الأنمايشن) رائعة بشكل لا يصدق مرة أخرى، وهذه السلسلة الأنمي بأكملها هي واحدة من أفضل الأمثلة على استوديو يُعطي كل شيء بشكل متسق. لا يمكنني فهم سبب انزعاج بعض الأشخاص من أسلوب الرسوم، ولكن هذا لم يكن عائقًا بالنسبة لي، وبدون شك، هذا واحد من أفضل الرسوم المتحركة التي رأيتها في أي سلسلة متحركة. لا يقل العمل الموسيقي عن الأنمايشن، فهو يضفي على كل شيء ضربة إضافية عند الحاجة، سواء كان ذلك كوميديًا، أو حزنًا، أو مقلقًا، أو مثيرًا.

تركز القصة بعد ذلك أساسًا على كيفية تغلب موب على قيوده ونموه، خطوة بخطوة، بينما يشاهده ريجين، نرى كيف يبدأ ريجين في النمو بجانب تلميذه، وتعزيز علاقتهما. كما أشار المؤلف في مقابلة “فكرتي هي إنشاء قصة كبيرة حول خطوة صغيرة”، وهذا يلخص هاتين الشخصيتين. كيف تنمو الشخصيتان، وتسيطران على عواطفهما، وتقبلان أنفسهما، مع انتهاء السلسلة بشكل معاكس تمامًا للحلقة الأولى. تنتهي الحلقة الأولى بموب وريجين وحدهما يستيقظون لتناول الطعام، حيث لا يستطيع موب التعبير عن مشاعره. أما الحلقة الأخيرة، فتنتهي بعيد ميلاد ريجين برفقة جميع الأصدقاء الذين تعرفوا عليهم خلال القصة، بصورة أكثر سعادة ممكنة: موب يبتسم لريجين بعد أن وقع في كعكة.

في النهاية، أعشق هذا الأنمي. أنا سعيد لأنني قررت إعطائه فرصة في تلك السنوات السابقة والآن انتهت الرحلة. الحزن موجود، نعم، لكنه أيضًا راضٍ بشكل لا يصدق. إن لديه براعة في تصوير الشخصيات القوية بطريقة لا مثيل لها. إذا كان لديك أي اهتمام بالأنمي أو السلاسل المتحركة بشكل عام، فسأوصي بشدة بإعطاء موب بسيكو 100 فرصة. وإذا كان علي أن أقيم هذا الموسم والأنمي بأكمله، فسأعطيه 10/10.